مقارنة شاملة بين الجيش الإيراني والجيش الإسرائيلي

مقارنة شاملة بين الجيش الإيراني والجيش الإسرائيلي من الأقوى عسكرياً؟

في منطقة الشرق الأوسط المشتعلة بالصراعات والتوترات الجيوسياسية، يبرز على الساحة قوتان عسكريتان رئيستان: الجيش الإيراني والجيش الإسرائيلي. ورغم البعد الجغرافي والاختلاف الأيديولوجي، فإن المواجهة بين هاتين الدولتين تُعد من أكثر السيناريوهات المخيفة في المشهد السياسي العالمي. في هذا المقال سنقدم مقارنة شاملة بين القوتين من حيث المعدات، التسليح، القوة البشرية، القدرات النووية، الدفاعات الجوية، الحروب السيبرانية، وصولاً إلى السيناريوهات المحتملة إذا اندلعت الحرب بينهما، مع تحليل أسباب هذا الصراع المتأصل.

أولاً: القوة البشرية

التحليل: رغم تفوق إيران العددي في الجنود النشطين بفضل تعدادها السكاني الكبير، إلا أن إسرائيل تعوّض هذا الفارق من خلال جيش احتياطي مدرّب جيداً ومستعد للانتشار السريع في حالات الطوارئ.

ثانياً: سلاح الجو

التحليل: إسرائيل تتفوق بشكل واضح في التكنولوجيا الجوية، خصوصاً بامتلاكها لطائرات الشبح F-35 القادرة على تنفيذ ضربات دقيقة في العمق الإيراني دون كشفها.

ثالثاً: القوات البحرية

التحليل: رغم اهتمام إيران بحرب الزوارق السريعة في الخليج، إلا أن التفوق النوعي والتكنولوجي البحري لإسرائيل - خصوصاً في الغواصات النووية - يُعطيها ميزة استراتيجية واضحة.

رابعاً: القوات البرية

التحليل: إيران تمتلك عدداً أكبر من المعدات البرية لكن إسرائيل تتفوق نوعياً بتكنولوجيا المدرعات والدبابات الأكثر تقدماً عالمياً، مع قدرات دعم ناري دقيق بفضل الأقمار الصناعية والطائرات المسيرة.

خامساً: الصواريخ والأسلحة الباليستية

التحليل: إيران تعتمد على الهجوم الصاروخي الكثيف، في حين تملك إسرائيل أفضل منظومة دفاع صاروخي متعددة الطبقات في العالم، وهو ما قد يُفشل العديد من ضربات إيران المحتملة.

سادساً: القدرات النووية

سابعاً: الحرب السيبرانية

كلا الطرفين يطوران بشكل متسارع قدراتهما في مجال الحرب السيبرانية، حيث قامت إسرائيل سابقاً بعمليات مثل فيروس Stuxnet الذي عطل البرنامج النووي الإيراني، بينما إيران استهدفت منشآت وشركات إسرائيلية عدة بهجمات إلكترونية.

ما الذي قد يحدث إذا اندلعت الحرب فعلاً؟ (السيناريوهات المحتملة)

1. هجوم صاروخي شامل من إيران: قد تطلق طهران آلاف الصواريخ الباليستية والمجنحة على المدن والمنشآت الإسرائيلية، مع هجمات من وكلاء مثل حزب الله وحماس.

2. ضربات جوية دقيقة إسرائيلية: في المقابل، ستطلق إسرائيل موجات من طائرات F-35 الشبحية لتدمير منشآت نووية وبنية تحتية عسكرية في عمق إيران.

3. حرب بحرية في الخليج: إيران قد تحاول إغلاق مضيق هرمز، لكن البحرية الإسرائيلية قادرة على تنفيذ ضربات ردعية عبر غواصاتها.

4. حرب سيبرانية متصاعدة: كلا الطرفين سيشن هجمات إلكترونية مكثفة لتعطيل أنظمة القيادة والسيطرة.

5. النووي كخيار أخير: إسرائيل قد تلجأ للخيار النووي إذا شعرت بتهديد وجودي، خاصة إذا تم استخدام أسلحة كيميائية أو نووية من الطرف الآخر.

من سيفوز؟

دون تدخل أي دولة أخرى، فإن إسرائيل تملك ميزة التفوق التكنولوجي والتسليحي الكاسح، وخاصة في الدفاع الجوي والهجمات الدقيقة والطائرات الشبحية والغواصات النووية، لكن إيران تملك ميزة العمق الجغرافي، القدرة على إطالة أمد الحرب، والترسانة الصاروخية الضخمة التي قد تُحدث دماراً كبيراً رغم خسائرها العسكرية المؤكدة. لذا فإن الحرب ستكون كارثية على الطرفين مع احتمال تفوق إسرائيل عسكرياً، لكن بثمن اقتصادي وبشري باهظ.

لماذا هذا الصراع من الأصل؟

يرجع أصل النزاع بين إيران وإسرائيل إلى أسباب عقائدية وسياسية وجيوسياسية:

1. البرنامج النووي الإيراني: تخشى إسرائيل من امتلاك طهران للسلاح النووي الذي قد يُهدد وجودها.

2. دعم إيران لفصائل معادية لإسرائيل مثل حزب الله في لبنان وحماس في غزة.

3. الصراع الإقليمي على النفوذ: تسعى إيران لتوسيع نفوذها في سوريا والعراق واليمن، وهو ما تعتبره إسرائيل تهديداً مباشراً.

4. الخطاب السياسي العدائي: التصريحات المتكررة من قادة إيران بشأن "محو إسرائيل من الوجود" تزيد من توتر الأوضاع.

 

المواجهة العسكرية المباشرة بين إيران وإسرائيل ستكون مدمرة وغير محسومة بسهولة. إسرائيل تتفوق في الجو والبحر والتكنولوجيا، بينما تمتلك إيران قدرة على إطالة أمد الحرب باستخدام حرب العصابات والصواريخ والهجمات غير المتماثلة. ومع ذلك، فإن أي صراع مفتوح بين الدولتين دون تدخل خارجي سيؤدي لخسائر جسيمة في الطرفين، وسيعيد تشكيل المشهد السياسي والأمني للمنطقة بأكملها.