في ظل التوترات المتزايدة في منطقة الشرق الأوسط، يطرح السؤال نفسه بإلحاح: ماذا لو قررت الجزائر مواجهة إسرائيل عسكريًا؟ هل تمتلك القوة الكافية لقلب موازين القوى؟ وهل فعلاً يمكن للجيش الجزائري أن يصمد في مواجهة واحدة من أكثر الجيوش تسليحًا وتطورًا في المنطقة؟ في هذا التقرير الشامل، نقدم مقارنة دقيقة بين الجيشين الجزائري والإسرائيلي، استنادًا إلى أحدث البيانات والتقارير العسكرية المتوفرة حتى عام 2025.
الجيش الجزائري يُعد من أقوى الجيوش العربية والإفريقية، ويحتل المرتبة 26 عالميًا حسب تصنيفات القوة العسكرية. مدعومًا بتحالفات استراتيجية مع روسيا، الصين، وإيران، يمتلك ترسانة ضخمة من الدبابات الحديثة من طراز T-90، وأنظمة الدفاع الجوي الروسية المتقدمة مثل S-400 وS-500، إلى جانب طائرات مقاتلة من طراز Su-35، ومروحيات Mi-24، وطائرات بدون طيار هجومية انتحارية حصل عليها من إيران. الجيش الجزائري يتميز أيضًا بتنوع مصادر تسليحه، ما يجعله أكثر مرونة في ساحة المعركة.
في المقابل، الجيش الإسرائيلي يحتل مرتبة متقدمة عالميًا ويتمتع بتفوق تكنولوجي كبير، خاصة في مجال القوات الجوية. إسرائيل تمتلك أكثر من 1000 طائرة عسكرية، من بينها المقاتلة الشبحية F-35، إلى جانب أسطول من طائرات F-15 وF-16 القادرة على تنفيذ ضربات دقيقة على مسافات طويلة. كما تعتمد إسرائيل بشكل أساسي على القبة الحديدية ومنظومة Arrow للدفاع الصاروخي، مما يجعلها محصنة ضد معظم الهجمات الجوية.
أما على مستوى القوات البحرية، فتتفوق الجزائر من حيث العدد والتنوع، إذ تمتلك 6 غواصات و98 سفينة عسكرية، مقارنة بثلاث غواصات و60 قطعة بحرية لدى إسرائيل. ويُعتبر هذا التفوق البحري للجزائر نقطة قوة كبيرة في حال اندلاع أي مواجهة في البحر المتوسط.
لكن السؤال الأهم يبقى: في حال اندلاع مواجهة مباشرة بين الجيشين دون تدخل خارجي، من ستكون له الغلبة؟ الجزائر تعتمد على القوة العددية والنوعية والتكتيك الدفاعي والهجومي المدعوم من الحلفاء الاستراتيجيين. في حين تراهن إسرائيل على تفوقها الجوي والتكنولوجي وعلى عنصر المفاجأة والاستهداف الدقيق.
ومع أن السيناريو يبدو بعيدًا في الوقت الراهن، إلا أن التحالفات الإقليمية، وتزايد التوترات بين إسرائيل ودول محور المقاومة، يجعل من هذا السيناريو محتملًا في حال تجاوزت إسرائيل الخطوط الحمراء أو تكرر العدوان على دول صديقة للجزائر.
في هذا المقال، نكشف الأرقام الحقيقية، ونوضح تفاصيل الترسانة العسكرية للطرفين، ونتحدث عن نقاط القوة والضعف لكل جيش، ونحلل السيناريوهات المحتملة في حال اندلاع الحرب. من خلال هذه المقارنة الدقيقة، نطرح السؤال على القارئ: هل فعلاً يمكن للجيش الجزائري أن يحسم المواجهة؟ وهل أصبحت إسرائيل تخشى مواجهة غير تقليدية مع قوة عسكرية قادمة من شمال إفريقيا؟
سواء كنت مهتمًا بالشأن العسكري، أو باحثًا عن قراءة استراتيجية مستقبلية، فإن هذا المقال يقدم لك كل ما تحتاجه لفهم عمق الصراع، وتقدير موازين القوة، وتحليل السيناريوهات الواقعية من منظور عسكري ميداني.
لا تنسَ مشاركة المقال مع المهتمين، والاشتراك في قناتنا/مجلتنا لمزيد من التحليلات العسكرية، وتابعنا دائمًا لتكون في قلب الحدث... قبل أن يحدث!