في مواجهة تصريحات مارين لوبان وماكرون التي حاولت التقليل من مكانة الجزائر والتهديد بمقارنتها بدول ذات أوضاع اقتصادية وسياسية مضطربة، جاء رد الجزائر القوي والحاسم على الواقع، مبرهناً أن الجزائر ليست فقط دولة مستقرة، بل معجزة اقتصادية تنمو وتتطور بسرعة هائلة، وتعزز مكانتها كقوة إقليمية وعالمية لا يستهان بها.
يعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بفخر واعتزاز: "تحيا الجزائر!"، مؤكدًا أن بلاده تسير على طريق البناء والتقدم، وسط تحديات إقليمية ودولية صعبة، مستندة إلى أرقام صلبة تبرهن على قوة الاقتصاد الجزائري وتماسكه.
الجزائر.. من عروس المغرب العربي إلى عملاق أفريقيا الاقتصادي
في السنوات الأخيرة، شهدت الجزائر تحولات اقتصادية هامة وتقدمًا ملموسًا في مؤشرات التنمية والتطوير، ما جعلها تحتل المرتبة الثالثة بين أكبر اقتصادات القارة الإفريقية في عام 2025. هذه المكانة المرموقة لم تأتِ من فراغ، بل جاءت نتيجة لإدارة ذكية وقيادة واعية تعمل على تنويع مصادر الدخل وتحسين مناخ الأعمال.
تعتمد الجزائر اقتصادياً بشكل رئيسي على قطاع المحروقات، حيث تمثل صادرات النفط والغاز أكثر من 95% من إيرادات الدولة، مما يجعلها واحدة من أكبر موردي الغاز لأوروبا، خاصة في ظل تقلبات سوق الطاقة العالمية. لكن النجاح الحقيقي يكمن في قدرة الجزائر على مواجهة هذه التحديات عبر خطط تنويع اقتصادية طموحة، تشمل الزراعة، الصناعات التحويلية، والطاقة المتجددة، مما يقلل اعتمادها على النفط ويضمن نموًا مستدامًا.
خطط التنمية والاستثمار.. الجزائر تستثمر في مستقبلها
تحت قيادة الرئيس تبون، اعتمدت الجزائر استراتيجيات اقتصادية طموحة تستهدف تحسين البنية التحتية، تسهيل الاستثمار، وتحفيز القطاعات غير النفطية. حيث تم تخصيص عشرات الآلاف من الهكتارات للاستثمار الصناعي والزراعي، مع إطلاق مشاريع لتطوير الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. وتعد الجزائر اليوم من الدول الرائدة في شمال أفريقيا في مجال الطاقة النظيفة، وهي تسعى لأن تكون مركزًا إقليميًا للطاقة المتجددة.
تم أيضًا تبني إجراءات لتحسين مناخ الأعمال، مثل تحديث التشريعات وتفعيل "الشباك الوحيد" لتسهيل إجراءات الترخيص للمستثمرين المحليين والأجانب، بالإضافة إلى دعم القطاع المالي عبر منح قروض ميسرة للمشاريع الاستثمارية.
التحديات.. فرص للنمو والنهضة
رغم النجاحات الكبيرة، تواجه الجزائر تحديات لا يمكن تجاهلها، منها الاعتماد المفرط على قطاع المحروقات، ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، والبيروقراطية التي تعيق سرعة تنفيذ المشاريع. لكن الحكومة تسعى بكل قوة لتجاوز هذه العقبات عبر تنفيذ إصلاحات شاملة.
ويؤكد الخبراء أن الجزائر تمتلك الإمكانات الهائلة لتخطي هذه الصعوبات وتحقيق قفزات نوعية في مختلف القطاعات، مما سيجعلها لاعبًا اقتصاديًا أكثر تأثيرًا في القارة الإفريقية.
الجزائر بين القوى العالمية.. صراع على النفوذ والفرص
في ظل النهضة الاقتصادية المتسارعة، أصبحت الجزائر هدفًا لاستثمارات كبرى من دول مثل الصين، روسيا، الولايات المتحدة، وفرنسا، التي تحاول بكل قوة استعادة نفوذها التاريخي. الصين تدفع بمبادرات ضخمة في البنية التحتية والطاقة المتجددة، وروسيا تعزز تعاونها في مجالات الطاقة والدفاع، في حين تسعى الولايات المتحدة لتعزيز دورها عبر شركات الطاقة الكبرى. أما فرنسا، رغم خسارتها النفوذ التقليدي، فلا تزال تحاول الحفاظ على مكانتها عبر التعاون الصناعي والاقتصادي.
هذا التنافس الدولي على الجزائر يثبت مدى أهميتها الاستراتيجية، ويعكس مكانتها كقوة صاعدة في قلب إفريقيا والعالم.
الجزائر المعجزة لا تنحني
رد الجزائر الرسمي والفعل يعلنها صراحةً: الجزائر ليست كولومبيا، ولا أي دولة أخرى تعاني من الفوضى أو ضعف الدولة. إنها دولة صامدة، تنمو، وتحقق إنجازات اقتصادية واستراتيجية، متمسكة بسيادتها ومستقبلها.
الرئيس تبون يقولها بكل فخر: "تحيا الجزائر!"، وهي دعوة لكل الجزائريين وكل من يؤمن بإمكانات هذا البلد العظيم للاستمرار في العمل الجاد والبناء، وضمان مكانة الجزائر بين الأمم العظيمة.