هكذا أصبحت المغرب قوة صناعية تهز العالم!
وصف الفيديو
في زمنٍ تتغير فيه موازين القوى وتُرسم فيه خرائط اقتصادية جديدة، يسطع نجم دولة عربية استطاعت أن تفاجئ الجميع وتغيّر صورتها التقليدية... المغرب! نعم، هذا البلد الذي كان يُعرف لعقود طويلة بجمال طبيعته وسحر مدنه التاريخية وشواطئه الخلابة، أصبح اليوم قوة صناعية صاعدة تشق طريقها بثبات في سماء الاقتصاد العالمي.
تخيل... من بلدٍ يصدر البرتقال والزيتون، إلى دولة تُصدّر السيارات والطائرات وتنافس أكبر القوى في مجال الطاقات المتجددة! فما الذي حدث؟ وكيف استطاع المغرب أن يحقق هذه الطفرة غير المتوقعة؟
في عام 2014، أطلقت المملكة المغربية مشروعًا استراتيجيًا جريئًا حمل اسم "مخطط التسريع الصناعي"، خطة وضعت نصب عينيها هدفًا غير تقليدي: تحويل الاقتصاد المغربي من زراعي وسياحي إلى صناعي حديث يعتمد على التكنولوجيا والتصنيع والتصدير، مع خلق مئات الآلاف من فرص العمل وتطوير الكفاءات المحلية.
لكن النجاح لم يكن مصادفة. المغرب يمتلك موقعًا جغرافيًا استثنائيًا لا يملكه غيره: على بعد 14 كيلومترًا فقط من أوروبا، بواجهة بحرية مزدوجة على المتوسط والأطلسي، وقريب من أكبر الأسواق العالمية في أوروبا وأمريكا وإفريقيا. هذا الموقع جعل كبريات الشركات العالمية تتسابق لإنشاء مصانعها هنا.
ولم يقف المغرب مكتوف الأيدي؛ بل استثمر بقوة في البنية التحتية. ميناء طنجة المتوسطي، على سبيل المثال، صار أحد أكبر موانئ الحاويات في العالم، يستقبل ويتعامل مع أكثر من 9 ملايين حاوية سنويًا، ويرتبط بشبكة من 180 ميناء عالمي.
هل تصدق أن أكثر من نصف صادرات وواردات المملكة تتم عبر هذا الميناء العملاق؟ والأدهى أن 54 دولة إفريقية تعتمد على المنتجات والخدمات المغربية في صناعاتها، ما رسّخ دور المغرب كجسر تجاري بين القارات.
أما المفاجأة الكبرى، فهي صناعة السيارات! بلد البرتقال والزيتون صار الآن الأول إفريقيًا في إنتاج وتصدير السيارات. مصنع "رينو" في طنجة يُنتج أكثر من 400 ألف سيارة سنويًا، يذهب 90% منها إلى أوروبا. وفي القنيطرة، يُنتج مصنع "بيجو" حوالي 200 ألف سيارة سنويًا، 60% من مكوناتها مغربية صُنعًا وتصميمًا.
أما "ستروين"، فهي الأخرى اختارت المغرب كقاعدة صناعية رئيسية. والنتيجة؟ صادرات سيارات مغربية تجاوزت 13 مليار دولار في عام 2023، نحو 74 دولة حول العالم، بما فيها أمريكا واليابان وكندا.
ولا يقتصر الأمر على السيارات؛ المغرب غزا أيضًا صناعة الطائرات. نعم، طائرات بوينغ وإيرباص تحمل في قلبها قطعًا صنعت بأيادي مغربية. أكثر من 42 مصنعًا متخصصًا في صناعة أجزاء الطائرات تنتج نصف مليون قطعة سنويًا تُركب في أكثر من 30 طراز طائرة عالمي! حتى أن أحد خبراء الطيران قال مازحًا: "لا توجد طائرة في العالم إلا وتحمل قطعة مغربية!"
قطاع الطيران وحده حقق صادرات بـ3 مليارات دولار في 2023، وساهم بـ7% من الناتج الصناعي الوطني، مع نمو مذهل بنسبة 45% عن العام السابق.
ثم تأتي المفاجأة الثالثة: الطاقة المتجددة. المغرب استثمر بقوة في الشمس والرياح ليصبح رائدًا عالميًا في هذا المجال. محطة "نور" في ورزازات تُعد من الأكبر عالميًا، تمتد على 3000 هكتار وتنتج كهرباء تكفي لمليون منزل. ومزارع الرياح العملاقة تمهد الطريق لتحقيق هدف المغرب بأن يغطي 52% من احتياجاته من الطاقة عبر مصادر نظيفة بحلول 2030.
بل أكثر من ذلك... المغرب بدأ تصدير الطاقة النظيفة إلى أوروبا، تحديدًا إسبانيا والبرتغال، محققًا عائدات جديدة ودخلًا اقتصاديًا لم يكن في الحسبان، مع توفير 50 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة في هذا القطاع الأخضر.
واليوم، يزخر المغرب بـ149 منطقة صناعية متطورة، من طنجة إلى الجرف الأصفر، من القنيطرة إلى فاس وبرشيد. كل منطقة متخصصة في صناعة معينة: السيارات، الطائرات، الفوسفات، الصناعات الغذائية، النسيج، التكنولوجيا... بل إن طنجة المتوسط أصبحت مدينة صناعية متكاملة تحتضن 1300 شركة وتوفر 115 ألف وظيفة!
وفي القنيطرة، أصبحت مصانع السيارات منارات للتصنيع الحديث. أما الجرف الأصفر، فهو مركز عالمي لصناعات الفوسفات، حيث بلغت صادرات المغرب منه 3 مليارات دولار في 2023. ولا ننسى الصناعات التقليدية والغذائية التي تصدر لأوروبا وأمريكا، وتضيف لمسة مغربية أصيلة للمنتجات العالمية.
بل إن المغرب نجح في تحويل هذه الثورة الصناعية إلى سياحة صناعية! نعم، تُنظم زيارات مدرسية وجامعية للمناطق الصناعية، ليشاهد الجيل الجديد مصانع السيارات والطائرات والطاقة النظيفة بعينه، فتتولد لديه رغبة في الابتكار والمشاركة في هذا المستقبل الواعد.
هذه ليست مجرد أرقام، بل قصة نجاح عربية مذهلة... بلد عربي أثبت أن التخطيط والطموح والعمل يمكن أن يصنع معجزة صناعية حقيقية. المغرب اليوم ليس مجرد دولة في شمال إفريقيا، بل لاعب صناعي عالمي ينافس الكبار.
والآن، السؤال لك: أي جانب من هذه القصة ألهمك أكثر؟ السيارات؟ الطائرات؟ الطاقة النظيفة؟ أم قدرة بلد عربي على التحول بهذا الشكل الجذري؟
إذا أعجبك هذا الفيديو، لا تنسَ دعمنا بالإعجاب، والاشتراك، وتفعيل زر الجرس. نعدك بأن القادم سيكون أكثر تشويقًا وقوة. إلى اللقاء في الحلقة القادمة!